المشاركات

عرض المشاركات من مايو, ٢٠٠٩

تفتيش ... مقالي الذي منعته الرقابة

ملامح ومواجع ... تفتيش ... عبد الله إبراهيم الطاهر (كان يفترض أن يُنشر هذا المقال بصحيفة الحرة فمنعته الرقابة) قال لي الطبيب: خذ نفساً فكدت من فرط اختناقي بالأسى والقهر - استجيب لكنني ... خشيت أن يلمحني الرقيب وقال: مم تشتكي أردت أن أجيب ... لكنني ... خشيت أن يسمعني الرقيب وعندما حيرته بصمتي الرهيب وجه ضوءاً باهراً لمقلتي حاول رفع هامتي لكنني خفضتها ... ولذت بالنحيب قلت له: معذرة يا سيدي الطبيب أود أن أرفع رأسي عالياً لكنني ... أخاف أن يحذفه الرقيب!!! الشاعر أحمد مطر ليت مطوري التقنيات الرقمية الحديثة فكروا في صنع جهاز يسهل عملية تفتيش "الضمائر" وكنت حينها سترى "عجباً" حتى لو لم تكن قد عشت رجبا ... ومع أنني لم أشر للهدف من صنع ذلك الجهاز العجيب فإن صاحبي ذهب فكره أي مذهب بلا أدنى تفتيش في جمجمته التي يحملها فوق رأسه والتي يفعل لها كل شئ لتظل متقدة بالأفكار حتى أنه ذكر لي ذات مساء أن "التركين" يساهم في عملية "اتقاد الذهن" ... كانت أفكار صاحبي وصلت حداً لا عودة منه ... هناك حيث تفتيش الكلمات وما تحمله بين طياتها مساءً في مكاتب الصحف وتلك الزيارة ال

من أين لك هذا؟

من أين لك هذا؟ عبد الله إبراهيم الطاهر صديقي صاحب القبعة يصر على الدوام أن يغضبني بلا وجه حق، ودون مبرر، فكل شئ يجده في يدي حتى لو كانت قطعة (طعمية) يسألني بنبرة مفخمة بعض الشئ: من أين لك هذا؟، فأقول وأنا أتميز غيظاً: هو من عند الله رزقاً ساقه إليّ. فماذا أفعل له يا سادتي. كنت سأكون في حال غير هذا لو كنت مسؤولاً كبيراً وتشكك الناس في ممتلكاتي الكثيرة وكنت سأقف مرتفع الرأس لأقول أن هذه الأموال هي أموالي لوحدي وليس للمنصب دور فيها، وكنت سأجد طريقة لدى صديقي صاحب القبعة تخرجني من الورطة التي "ربما" أكون قد أدخلت فيها نفسي بلا تفكير، وبالطبع لن أكون مثل ذلك الوزير العربي الذي سأحكي لكم قصته. في ذات مساء دمشقي ساحر حكى لي الممثل والتشكيلي بسام كوسا نكتة تقول إن وزير إحدى الدول العربية ذهب في مباحثات مع نظيره في دولة أوروبية وبعد إنتهاء جلسات العمل ذهبا لتناول مأدبة العشاء بالفيلا الخاصة بالوزير الأوروبي، فانبهر الوزير العربي بجمال وفخامة منزل الوزير فقال له: هل هذه البناية الفخمة من راتبك كوزير؟ فرد عليه الأوروبي باسماً وهو يكرر السؤال في صيغة تعجب: راتب الحكومة؟!!! ثم قال له وهو

دارفور ... الحقيقة الغائبة والإنسان الضائع

صورة
دارفور ... الحقيقة الغائبة والإنسان الضائع أمن الجوع وأمن الخوف ورهانات التدويل النبأ – دارفور – عبد الله الطاهر لم تكن "حواء" تعطي انتباهاً للجلبة حولها من الإعلاميين الزائرين لمعسكر السلام بولاية شمال دارفور وهي تجمع حبوب القمح المختلط بالتراب في طرف ثوبها، وحينما تجمعنا حولها نسألها عن سبب ذلك أجابت دون أن تتوقف عما تقوم به "ما يعطوننا له لا يكفي أسبوع". كانت تلك واحدة من العديد من النازحين في معسكر السلام بمدينة الفاشر بولاية شمال دارفور غرب السودان، متجمعين لاستلام الإغاثة من المواد الغذائية التي توفرها بعض المنظمات. يقول محمد عبد الله يونس مدير المعسكر "يضم هذا المعسكر 32 ألف نازح"، ومع ذلك فإن حواء، التي يبدو على محياها أنها في العقد السادس، تشكو من قلة ما يُصرف لهم من مواد غذائية، رغم أن إبراهيم خليل شيخ الدين مدير معسكر أبو شوك يُصِر على أن العديد من المنظمات الوطنية ووكالات الأمم المتحدة توفر المواد الغذائية ولا تقصير في هذا الجانب. وفي سؤال من "النبأ" حول الكيفية التي بها توفير الاحتياجات الغذائية قال إبراهيم خليل إن هناك منظمات تعمل ع

السلام في أفغانستان ... الكاسب والكاذب

طريق الاستحواذ السلام في أفغانستان ... الكاسب والكاذب النبأ – عبد الله الطاهر في ظل التطورات الراهنة في السياسة الدولية ومحاولات الولايات المتحدة عبر إدارتها الجديدة بقيادة الرئيس باراك أوباما لانتهاج الدبلوماسية لتغيير صورتها السالبة التي تكونت في ظل إدارة الرئيس السابق جورج بوش، والمحاولات التي بدأت تظهر من بعض الدول مثال الصين وروسيا وبعض دول الإتحاد السوفيتي السابق لإعادة ترتيب علاقاتها مع أمريكا من منظور الندية، تظهر في الأفق أفغانستان كمحور رئيسي في إطار تلك الصراعات غير المعلنة وتلك التغيرات التي بدأت تطال الأوضاع الدولية والنظام العالمي الجديد الذي فيما يبدو سيزول عما قريب ليحل محله نظاماً دولياً آخر لن يكون للولايات المتحدة فيه دوراً كما هو اليوم إنما سيتقلص ذلك الدور. لقد شكلت الحرب على أفغانستان اختباراً عصياً على الولايات المتحدة وقدرتها على مكافحة ما تسميه بـ "الإرهاب"، الذي كان هو نتيجة طبيعية لسياساتها تجاه العالم الإسلامي، فحصيلتها حتى الآن من النجاحات لا تتعدى الدمار والخراب والقتل العشوائي والمزيد من الأوضاع الإنسانية المتردية في ذلك البلد المسلم، وقد ساهمت