المشاركات

صورة
  أثر ذاتية المحرر على التغطية الإخبارية: الصحافة بين الحياد والتحيز   الدكتور عبدالله إبراهيم الطاهر أستاذ الصحافة المساعد بكلية الاتصال وتقنيات الإعلام في الجامعة الخليجية – مملكة البحرين ينظر الكثير من الصحافيين الممارسين إلى مفاهيم "الموضوعية" ( Objectivity ) و"الحياد" ( Neutrality ) و"المصداقية" ( Credibility ) بعين الريبة، إذ هم يفهمون جيداً مقدار تماسات هذه المفاهيم مع الواقع حتى من قبل المنظمات الإخبارية التي ينتمون لها، فمقياس "الشعرة" هنا بيّنٌ وواضح، فكلما اقتربوا من الناس، كلما أبعدتهم المؤسسة التي يعملون بها بدعاوي "الموضوعية" و"الحياد" و"المصداقية". ولذلك تجد الصحافيون في كثير من الحالات يتحولون إلى موظفين يتعاملون مع المعلومات كما يتعامل بائع الخضار مع الباذنجان والبطاطا والليمون، لا يعنيه كثيراً إن كانت هناك قيمة غذائية فيما يبيع أم لا، كذلك لا يعنيه كثيراً إن كان المزارع مستفيد أم خاسر، لكنه مع مرور الوقت يمكن أن يتوقف عن بيع الباذنجان لأنه ليس حريصاً على أن يستفيد أو يخسر المزارع، مثلما ليست ا

فرنسا تنتهك حقوق الإنسان

ملامح د.عبدالله الطاهر حينما كتب وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان يُخطرها بأن فرنسا "ستنتهك حقوق الإنسان"، على خلفية هجمات الجمعة 13 نوفمبر 2015، لم يكن يتلاعب بالألفاظ، إنما كان يقصد كلماته على وجه التحديد الدقيق، لكنه لم يوضح أن ذلك الإنتهاك سيتم توجيهه نحو المسلمين فقط. هجمات الجمعة 13 نوفمبر كشفت البناء الفكري الهش الذي آلت إليه مفاهيم حقوق الإنسان الحرية والمساواة والقيم الإنسانية التي تأسست بالدماء والنار منذ الثورة الفرنسية الشهيرة في عام 1789، على خطى مفكري وفلاسفة عصر التنوير من أمثال فولتير وجان جاك روسو وجون لوك وتوماس هوبز ومونتسكيو، الذين شكلت فلسفاتهم الأحداث السياسية فيما بعد، فكانت تلك الهجمات الإمتحان الصعب الذي رسبت فيه باريس بكل تاريخها الحافل بالحريات والحقوق. ومنذ حينها اتخذت باريس العديد من الخطوات والإجابات الصعبة في الإمتحان من مداهمات وتوقيف وإعلان حالة الطوارئ وتمديدها لمدة ثلاثة أشهر، وإعادة مراقبة الحدود لتشديد الإجراءات الأمنية التي تتناقض مع مبدأ حرية التنقل في فضاء شنغن. وبدأت تغشى باريس ك
رجل على أعتاب شوق عبدالله الطاهر ليتني أعرف الطريق نحوك لن يمكث القطار في هذه المدينة وقتاً طويلاً ربما نلتقي مضيت نهاري أفتش أغنيتي المفضلة بين التفاصيل لكنني لم أجدني الروح سر الوجود والفضاء أكثر حدة وأنا بعض خاطر والأشياء تمضي بلا وجل سيحدثني ذلك الرجل عن سر النساء وسيروي لي تفاصيل أكثر دقة وستمضي إمرأة الباب الأخضر لكنني سأرتب ألوان قزح هنا فسيعود هو كذلك في الخريف الماضي سينتشي هؤلاء الشبان نكاية في بائعي المدينة والساخطين لكن القطار سيغادر المدينة من دونهم فهل يعودون مرة أخرى؟

القانون حمار

القانون حمار عبد الله إبراهيم الطاهر من قال إن القانون حمار؟ كنت كثيراً ما أسأل نفسي هل هذه المقولة تندرج تحت لائحة "الإساءة والسباب"؟، وإذا كان ذلك كذلك فأيهما المسبوب ... يقول البعض إن هذه المقولة ورثها الإنجليز من شكسبير وهم يعتقدون أن السبب وراء تلك المقولة هم رجال القانون الذين خلقوا منه حماراً ... وهناك رأي آخر يرى أن العبارة شاعت منذ أن استخدمها الروائي تشارلز ديكينز في رواية "أوليفر تويست" ... لكن الجميع يتفقون على أنها لم تقال كي تصف الأحوال القانونية في إنجلترا وحدها، بل لتترجم مشاعر الكثيرين في مختلف أنحاء المعمورة ممن تتعرض حياتهم ومصالحهم لأحكام قوانين بالية أو لتفسيرات وتطبيقات متعسفة لقوانين لا تتلاءم مع ما شهده ويشهده المجتمع من حراك وما يتطلبه ذلك من تأكيد التوافق الاجتماعي على منظومة القوانين السارية. وهذه المقولة تواجهها مقولات رسمية تقول "الجهل بالقانون ليس عذراً"، و"القانون لا يحمى المغفلين) ... قال لي صاحبي إن الحمار مسكين و"حيطة قصيرة" لكل شئ ... ضحكت في سري وأعتبرت أن الحمار قدم مساهمات فذة في طريق التحديث للمجتمعات و

التضليل الإعلامي

ملامح ومواجع التضليل الإعلامي عبدالله الطاهر تقوم الرؤية الغربية بالعموم والأمريكية على وجه الخصوص وفقاً لمنهج التضليل الإعلامي، فالآخر مهما كان فهو يجب أن يكون تابعاً لا أكثر، وذلك هو ما يحدد نظرة الولايات المتحدة للعالم الإسلامي، وقد استطاعت أمريكا أن تطور هذا المنهج بآليات وأسس حديثة، رغم قدم المنهج، ونجحت في ذلك، ويعتمد التضليل الإعلامي على أنماط تفكيرية ذكية وعالية الجودة، وقد ساعد التقدم في تكنولوجيا وسائل الاتصال على ظهور أشكال أكثر تعقيداً من التضليل الإعلامي، أما في عالمنا العربي والإسلامي فقد نجحنا في مناهج أخرى تعتمد الوصاية على الكتابة وأساليب المنح والمنع التي لا تحتاج إلى ذكاء، إنما كل ما تحتاجه رقيب أمني رفيع وقلم أحمر. عناصر الذكاء التي تستخدمها الولايات المتحدة في حربها الإعلامية تجعلها رائدة في هذا المجال بلا منازع. وحينما كتب البروفيسور هيربرت شيللر "المتلاعبون بالعقول" كان يلحظ الكيفية التي يجذب بها محركوا الدمى الكبار في السياسة والإعلان ووسائل الاتصال الجماهيري خيوط الرأي العام، وذلك عبر العديد من الأساليب الذكية إن كانت توجيهاً للعقول أو تعليباً للوعي أ

منفعة الإرهاب!

ملامح ومواجع منفعة الإرهاب! عبدالله الطاهر لزمان كنت أقيس إحساس التفوق.. وإحساس الدونية.. وذلك التضارب في الأحاسيس الذي يقود إلى صراع غير مرئي. وكنت أقول لصاحبي سياسياً أنت تكره أمريكا، وحينما يتغلب عليك إحساس تفوقها اقتصادياً تبحث عن الهجرة إليها. الحرية والانفتاح والإغراءات الكثيرة تقودك خطوة خطوة إلى حب أمريكا، التي تمثل عندك سر "الفردوس المفقود" والحلم الذي ظل يراود كل عربي بلا أدنى إحساس بالعيب. مَن فيكم لم يحلم بالهجرة إلى أمريكا ولو سراً؟ ليس العيب في الهجرة في ذاتها، إنما العيب في هذا النضج النفاقي المتناقض. يقول لي: لستَ متناقضاً، ولكنك منهزم. وتتناثر الأفكار هنا وهناك بيننا، وتتبعثر المشاعر، وأقول له: أنت خليق بالبحث عن الجمال في بلاد العروبة التي أصبحت دياراً للأحزان والبكاء المر على أطلال التاريخ المهترىء. وفي اللحظات التاريخية تجد البلدان العربية إما ضاحكة أو مطئطئة رأسها وتندب حظها سراً، ومع كل ذلك ظل الغرب بعمومه والولايات المتحدة الأمريكية بخصوصها يكيلون الاتهامات ويضعون العراقيل ويحيكون المؤامرات ضد العرب والمسلمين. لما حدثت الحادثة الكبرى في الحادي عشر من سب

رهان الاحتلال والمستقبل المظلم .... أفغانستان وباكستان والفشل الأمريكي

رهان الاحتلال والمستقبل المظلم أفغانستان وباكستان والفشل الأمريكي في الميدان النبأ – عبد الله الطاهر فشل الرهانات الذي ظل يلازم الاحتلال الأمريكي في أفغانستان وعدم القدرة على الوصول إلى حلول نهائية فيما يتعلق بحركات المجاهدين في باكستان والقاعدة في أفغانستان، كان له دوراً رئيسياً في القلق وعدم القدرة على إتخاذ القرارات المناسبة. وكان السناتور الأمريكي الديموقراطي جون كيري رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي أعلن الأسبوع الماضي أنه يتقاسم القلق المتزايد الذي يشعر به الأفغان والأمريكيون والحلفاء الرئيسيون حيال النزاع في أفغانستان. موضحاً "يريدون تفسيرا أكثر وضوحا حيال أهدافنا وخططنا. وأنا أيضاً أريد ذلك". واضاف ان "التعزيزات بالمال والقوات لا تفيد شيئا في حال انطلقت المهمة بشكل خاطىء". وحينما فشل الاحتلال في عملياته العسكرية في الجنوب بدأ يقلق على رهاناته التي وضعها على الانتخابات لتكريس سياسة الأمر الواقع في أفغانستان، وقد سعى الاحتلال لتكثيف هجماته على المقاومة في أفغانستان في نفس الوقت الذي يشن الجيش الباكستاني هجوما عنيفا على المسلحين الإسلاميين في م